بوابة عبور الأحلام
ومدرج هبوط الأشواق
وملتقى رفيف المشاعر
وميناء الذكريات العذبة والأماني الحالمة
عالم من الحركة الدائبة
والركض اللاهث
والتنوع الذي لا يعرف الإغفاء
يشتاق إليه الوافد
ويعبر منه المشتاق
ويحن إليه المغترب
ويبتهج فيه الغريب
تعبر بوابة الوصول فيه
أماني العاشقين
وأحلام المستثمرين
وخيالات الحالمين بالحرية واستقلال الذات
يحلو فيه اللقاء
وتعظم فيه لوعة الفراق
وتزهو في صالاته خطوات الشباب وروعة الحياة الجديدة
مطار جدة متسع فسيح يضم عدد من المطارات
تعج بالحركة والتنوع والجمال
ويتبعه مرافق ضخمة
وأمم تخدم وأمم تعبر منه بين داخل وخارج
وأظنني لو أسميت هذا المطار ب (مطار الشوق والجاذبية ) لم أتجاوز الحقيقة
فجدة السمراء الفاتنة تمتلك جاذبية عجيبة وسحر خفي فاتن
يختفي داخل ألطافه الوافد إليها
ويغرق في فنونه المقيم بها
لبحرها جمال يختلف عن كل البحار يأخذ بالمتأمل فيه إلى حدود النشوة والخيال
ولشاطئها روعة تذهب بالألباب
وللعيش في أحيائها طعم ينسي صاحبه متاعب الحياة
تحتوي البسطاء وتقدر جهدهم
وتبهر الأغنياء وتوسع مدارك تطلعاتهم
ويتماوج في شوارعها وأسواقها ألوان الطيف البشري والتنوع الثقافي
جدة .. بوابة الحرمين الشريفين ومهبط قوافل الحجيج من الجو والبحر
جدة .. حلم العاشقين وملتقى المستثمرين وأمنية الطامحين
جدة ..
مدينة مباركة معطاء يتدفق الخير عبر مينائها الشهير إلى مناطق البلاد ومحافظاتها
جدة .. عالم واسع من التجارة والتمدن والعمران والحراك الاقتصادي المتجدد
سمعت والدي وأنا صغير يقول عنها بلهجته البسيطة
((إذا صلحت يده (جدة) صلحت سائر المدن وإذا خربت خربت سائر المدن))
وربما حلت بركة مؤسسها تاجر الإسلام الكبير (عثمان بن عفان ) رضي الله عنه
في دوام تجارة هذه المدينة الحبيبة الفاتنة .
وأعود إلى مطارها الكبير حيث كنت أعمل في أحد مرافقه
وكان لي شرف العمل في مطار الحجاج وقت ما
ويجد من يعمل هناك متعة كبيرة رغم ضغط العمل وكثرته وذلك لما يشاهد
من ألوان الناس وتنوع ثقافاتهم وإنتاجهم
وفي داخل الخيام العملاقة في الساحات الخارجية للمطار يمتزج عبق رائحة البحر
بأنفاس النشاط البشري والتنوع الحضاري فيغمر المتابع وقتها متعة لا تضاهى
.. ويبقى في الذاكرة الكثير عن زملاء المطار وروعة العمل والصحبة معهم
ولازال التواصل بين أغلبنا رغم طول الانقطاع وبعد الديار
وكان لنا زميل عزيز وشخصية مؤثرة كل منا يسعى ليكون صديقه الحميم
ورفيقه المخلص لكنه هو يأبى إلأ أن يكون صديق الجميع والمتميز بين الجمع
لقد كنا نتصيد الفرص ونسعى جاهدين لنتظاهر أمام المدير والإدارة
من أجل كسب ودهم واهتمامهم
لكن الإدارة ومديرها كانت تطلب ود
(
يحيى الإبهاوي ) وتسعى إليه
كان يحيى بمثابة الخبير الذي يُحتاج إليه في كثير من الأقسام
وغيابه ساعات عن العمل يسبب حرجاً للإدارة وتراكم للمعاملات الإدارية
والإبهاوي مثقف إلى النخاع لكنّ شخصيته المرحة ، وثقته في نفسه
وعدم الدخول في حوارات ومتاهات لا تفيد
مع حب الزملاء له
أعفته من التكلف المظهري والتحذلق الجدلي الذي يمارسه كثير من المثقفين .
وكان زميلنا هذا يبعث النشاط والحيوية والمرح في جميع الأقسام بكل تلقائية وثقة وذكاء
وتتكامل شخصية زميلي الجذابة والمهيمنة بكرم مطبوع وسماحة أصيلة
وكانت والدته حفظها الله بمثابة (حساب توفير ) يحفظ أموال يحيى
المخروم اليد
وكنت أجد في هذا الحساب بغيتي من المال عندما تشتد بي الحاجة
.. لقد بقي هذا الشاب الجميل في مظهره وأخلاقه في ذاكرة زملائه ووسط قلوبهم
ولازال محل التقدير والإعجاب مثله مثل بقية الرجال الأخيار الأوفياء .