يا لها من ثروة خسرناها - منتديات آل خثيم بني شهر الرسميه Untitled 1
 
 
 
 
 
 
 

 

 

 



منار السبيل الشريعة والحياة

إضافة رد
قديم 01-14-2013, 02:43 AM   المشاركة رقم: 1
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
نائب المشرف العام
الرتبة:
الصورة الرمزية
 
الصورة الرمزية العندليب الشهري

البيانات
التسجيل: Aug 2010
المشاركات: 4,615 [+]
بمعدل : 0.93 يوميا
اخر زياره : [+]
معدل التقييم: 10
نقاط التقييم: 10
العندليب الشهري
 

التوقيت
الاوسمة

الإتصالات
الحالة:
CezF9INvt0SDjytXh
وسائل الإتصال:

 

 
المنتدى : منار السبيل
1199035251 يا لها من ثروة خسرناها

د. عائض القرني
نعمة الشباب هبة من الله؛ إنه ربيع العمر، وزهرة الحياة، وفَجْر الزمان، فيه اكتمال النمو وتمام الخَلْق، وقوة الحواس، وتوقُّد الهمة، واشتعال الحماس؛ وكان المفروض على الشاب السميع البصير المدرك النابه أن يجعل هذا الموسم ميداناً لكتابة تاريخه المشرق من طلب العلم النافع والعمل الجاد وزرع الفضائل واقتناص فرص النجاح وتثقيف العقل وصقل الموهبة بكل مفيد مثمر؛ فكل ناجح في الحياة إنما بنى مجده في شبابه، وعمّر تاريخه المشرق في أول عمره، ولكن للأسف؛ الكثيرُ من الشباب فرطوا في الفرصة السانحة والنعمة السابغة؛ فقضوا ساعات الفتوة لهواً ولعباً وعبثاً، ما بين متعة زائلة زائفة وهواية مسليّة ملهية وأمانيّ خدّاعة، فلما فاتهم قطار العُمْر، وبدأت الشيخوخة تفتك بأجسامهم، ودلف الهِرَم يحاسبهم على ما فرطوا، وصاح الشيب موبخاً ومعاتباً بعدما كلّت الجوارح وضَعُف البدن، كما قال الواحد الأحد جل اسمه (ومَنْ نُعمِّره نُنكسه في الخلق أفلا يعقلون).. بعد هذا رجع الكثير منهم يلوم نفسه على ما فعل بشبابه، ويتحسر على ما ضاع في صباه، وليت كبار السن من العلماء والحكماء أهل الحصافة والتجربة يقفون وقفة صادقة مع كل شاب غر متهور ناصحين ومحذرين ومربين.

إن أمة الإسلام لم تفجع في تاريخها الطويل بمثل ما فُجعت به في شبابها؛ فالشباب هو عدة المستقبل، وأمل الغد، وجنود الفداء، وأبطال التضحية في ميدان العمل والمجد والنصر.. فإذا عقّوا الرسالة، وتنكّروا للمهمة، ونسوا الواجب، فلا حول ولا قوة إلا بالله. أما كان أصحاب الرسول - صلى الله عليه وسلم - شباباً، شباباً – والله - مكتهلين في شبابهم، غضضة عن الشر أعينهم، ثقيلة إلى الباطل أرجلهم، سريعة إلى القمم هممهم، غزيرة عند الذكر دموعهم، رخيصة في سبيل الله دماؤهم، غالية في سوق العمل أوقاتهم، ليلهم سهر مع المثاني، ونهارهم تفانٍ للمنهج الربّاني.. شباب محمد - صلى الله عليه وسلم - شامة في جبين الدهر، ووسام شرف على صدر الأيام، وتاج فخر على رأس الزمن؛ توزّعوا – والله - المهمّات لما أشرقت عليهم شمس الرسالة؛ فمنهم من نذر نفسه للقرآن حفظاً وتلاوة وتعليماً وبلاغاً، فذكرهم الله في الملأ الأعلى، وخشعت لأصواتهم الجبال، وأنصتت لتلاوتهم الكائنات، ومنهم من لبس سلاحه ينصر الملّة ويذب عن العقيدة ويدحر الباطل ويدك معالم الزّور؛ فسالت تالله دماؤهم أزكى من المسك، وطارت أرواحهم إلى الفردوس الأعلى أسرع من البرق، فأحدهم يهتز لموته عرش الرحمن، والثاني تغسله الملائكة بماء المزن، والآخر يكلمه الله بلا ترجمان، ومنهم من وجد نفسه في السخاء والبذل فجمع المال من حلال وأنفقه في حلال، فكان الواحد منهم - إي وربي - يؤثر بطعامه المساكين وبلباسه البائسين وبماله المحرومين، ومنهم من فُتح عليه في العلم النافع فأسهر ليله في التحصيل وأذاب جسمه في حفظ النصوص وفهمها وتعليمها فبلغوا - وأيم الله - العِلْم الموروث عن معلِّم الخير صلى الله عليه وسلم. ثم لم يكتفِ هذا الشباب المحمدي المؤمن بجزيرة العرب بل عبروا البحار وامتطوا القفار، وطووا الليل والنهار يفتحون الأقاليم ويَهْدُون الأمم، ويشرقون العالم بفَجْر جديد من الإيمان والسلام والعدل والحرية.. فرجت بهم البقاع، واستقبلهم الأصقاع، ففريق منهم وصل الأندلس يؤذن ويصلي، وطائفة نزلت الهند تدرس وتؤلف، وجماعة ساحت في إفريقيا تدعو وتخطب، ونفر وصلوا سيحون وجيحون يجاهدون ويفتحون..

ثم خلف بعد الشباب المحمدي المؤمن الصادق القوي شباب هزيل في هممه، ساقط في اهتماماته، الكثير منهم ليلهم سهر وضياع، ونهارهم نوم وغفلة، يعلو ضحكهم على نكتة سخيفة، كأنهم في مهرجان نصر، ومناسبة فوز كاسح، هجروا الكتاب، وعافوا القراءة، وعشقوا مجالس الاستراحات ونوادي القيل والقال، ليس عندهم وقت لحفظ آية، ولا فَهْم حديث، ولا تسجيل معلومة، ولا مناقشة قضية، ولا فكُّر في عِبْرة، ولا سماع موعظة، يسهرون إلى الفجر في تقليب القنوات ومطاردة المسلسلات، ومشاهدة التمثيليات، والعيش في عالم الخيال والمغامرات، سكروا بكأس الوهم، وتخدروا ببنج الغرور، إن صلّوا نقروا الصلاة، وإن قرؤوا ففي مجلات التسلية وصحف الغثاء ومواقع النت الجوفاء، ليس لهم اتصال وثيق ولا حب عميق بالمساجد، وما عندهم صحبة وافية مع المصحف، لا تجدهم في جامعة منكبين على النظريات المفيدة، ولا في ميادين العمل مثابرين على إنجاز المهمة وأداء الواجب، ولا في مشاريع الخير مكافحين لصالح الأمة، ولا في دروس العِلْم والمعرفة محصلين لشرف الدين والآخرة، بل أهل هيام وغرام، وآهات وزفرات، أُصيبوا بالقلق وعاشوا الهمّ وابتُلوا بالحزن، رماهم الفراغ بالكآبة فلا تلوح على وجوههم أنوار الطاعة، ولا تشرق على محياهم شمس العزائم، ولا تتوقد في نفوسهم نار الغيرة ولا الحمية، صاروا عبئاً على الأمة في أكسدة الهواء، وشرب الماء، وإنهاء الغذاء وإتلاف البنية التحتية؛ فرحماك ربي!


 

توقيع :

عرض البوم صور العندليب الشهري   رد مع اقتباس مشاركة محذوفة
قديم 01-14-2013, 04:25 AM   المشاركة رقم: 2
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
اداري سابق
الصورة الرمزية
 
الصورة الرمزية ابو خالد

البيانات
التسجيل: May 2006
المشاركات: 9,524 [+]
بمعدل : 1.46 يوميا
اخر زياره : [+]
معدل التقييم: 27
نقاط التقييم: 11
ابو خالد
 

التوقيت
الاوسمة

الإتصالات
الحالة:
CezF9INvt0SDjytXh
وسائل الإتصال:

 

 
كاتب الموضوع : العندليب الشهري المنتدى : منار السبيل
افتراضي رد: يا لها من ثروة خسرناها

كلام واقعي نسال الله العافيه شكرأأأ عندليب


 

توقيع :

عرض البوم صور ابو خالد   رد مع اقتباس مشاركة محذوفة
قديم 02-05-2013, 10:36 PM   المشاركة رقم: 3
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
مَــاسِــي
الصورة الرمزية
 
الصورة الرمزية أخـت أخـوها

البيانات
التسجيل: Jun 2006
المشاركات: 5,542 [+]
بمعدل : 0.85 يوميا
اخر زياره : [+]
معدل التقييم: 23
نقاط التقييم: 15
أخـت أخـوها
 

التوقيت
الاوسمة

الإتصالات
الحالة:
CezF9INvt0SDjytXh
وسائل الإتصال:

 

 
كاتب الموضوع : العندليب الشهري المنتدى : منار السبيل
افتراضي رد: يا لها من ثروة خسرناها


------------------------------


 

توقيع :

عرض البوم صور أخـت أخـوها   رد مع اقتباس مشاركة محذوفة
قديم 03-27-2013, 12:05 AM   المشاركة رقم: 4
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
مراقب عام
الرتبة:
الصورة الرمزية
 
الصورة الرمزية ج ـآلكسي

البيانات
التسجيل: Jan 2010
المشاركات: 2,531 [+]
بمعدل : 0.49 يوميا
اخر زياره : [+]
معدل التقييم: 17
نقاط التقييم: 36
ج ـآلكسي
 

التوقيت
الاوسمة

الإتصالات
الحالة:
CezF9INvt0SDjytXh
وسائل الإتصال:

 

 
كاتب الموضوع : العندليب الشهري المنتدى : منار السبيل
افتراضي رد: يا لها من ثروة خسرناها

اكرمك الله وزادك من فضلة وجزاااك الله خير ع الطرح الرائع
في انتظاارك جديدك المميز


 

توقيع :

أعتذر ل تأخري في اكمال دورة التفسير لظروف حدث معي وباذن الله نكملها
.
.
أنت الزائر رقم


لمواضيعي

عرض البوم صور ج ـآلكسي   رد مع اقتباس مشاركة محذوفة
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:48 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.4
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع ما يكتب في هذا المنتدى هو يمثل رأي كاتبه فقط ولا يمثل سياسة المنتدى